سقط المنتخب الوطني لكرة القدم سقوطا مدويا، ليلة أمس، بمراكش، عقب الهزيمة الساحقة والمخزية التي تلقاها، أمام نظيره المغربي برباعية نظيفة، في مباراة خسرها "الخضر" على كل المستويات، واستحق المدرب عبد الحق بن شيخة بدون منازع لقب "المدرب الفاشل"، بعدما مرغ سمعة الجزائر في التراب، تاركا لمسة عار ـ لن تمحى أبدا من تاريخ الكرة الجزائرية ـ على تشكيلة منهارة، دخلت في سبات عميق ولم تستيقظ بعد، من حلم مشاركتها في مونديال جنوب إفريقيا. وفقد "الخضر" بعد هذه الهزيمة حظوظهم في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية، حيث لا زالوا يقبعون في المرتبة الرابعة والأخيرة من المجموعة الرابعة برصيد 4 نقاط، وبفارق سلبي وصل إلى -5 أهداف كاملة.
عرفت المرحة الأولى من المباراة، سيطرة نسبية للمنتخب المغربي، الذي تمكن من حسمهما لصالحه بثنائية نظيفة، بالرغم من أن بداية الشوط الأول عرف دخولا قويا لـ"الخضر"، الذين حاولوا الضغط على الخصم.
وكانت أول فرصة في الدقيقة الأولى من طرف كريم زياني، الذي نفذ مخالفة مباشرة، لكن المدافع بن عطية أخرج الكرة إلى التماس، ومرر زياني ناحية الهجوم في الدقيقة الثالثة، لكن كرته مرت جانبية، ورد المغاربة في الدقيقة الرابعة بواسطة حسين خرجة، الذي نقذ مخالفة مباشرة، لكن كرته مرت خارج اطار مرمى الحارس مبولحي، وفي الدقيقة الخامسة، سدد الشماخ كرة رأسية بعد فتحة من زميله السعيدي، لكن الحارس مبولحي تصدى لها، ومرر قادير في الدقيقة الثامنة كرة داخل منطقة الـ18 مترا للمنتخب المغربي، لكن لا أحد كان في استقبال الكرة، وحصل المغاربة على ركنيتين في الدقيقتين العاشرة والحادية عشر، لكنهما لم تشكلا خطرا على مبولحي، وشهد الربع ساعة الثاني من الشوط الأول محاولات عقيمة من المنتخبين، مع تفوق طفيف للاعبي المنتخب الجزائري، الذين حاولوا الضغط على المنافس، قبل أن يباغت المدافع مهدي بن عطية دفاع المنتخب الجزائري، حيث سجل الهدف الأول في الدقيقة 26، إثر ركنية، حيث انفلت بن عطية من رقابة عنتر يحيى، مسجلا الهدف بقدمه اليمنى، وتوالى الضغط المغربي الرهيب على دفاع "الخضر"، حيث تصدى مبولحي لمحاولة خطيرة من انفراد للسعيدي في الدقيقة 27، وكاد حاجي أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 32، حيث سدد كرة بالعقب تصدى لها مبولحي اثر مخالفة من حسين خرجة، وفي الدقيقة 38، خادع مروان الشماخ الدفاع الجزائري، مسجلا الهدف الثاني، حيث تلقى تمريرة متقنة من بن عطية من وسط الميدان، وانفلت من المراقبة وسدد من خط منطقة الـ18 مترا، مباغتا الحارس مبولحي، وبالرغم من رد الفعل القوي من جانب الخضر في باقي أطوار المرحلة الأولى، إلا أن ذلك لم يثمر، حيث تصدى الحارس المياغري بأعجوبة للكرة القوية التي سددها مصباح في الدقيقة 40، ثم رد القائم في الدقيقة 43 الكرة الرأسية لرفيق جبور، قبل أن ينتهي الشوط الأول بتفوق المغاربة بهدفين دون مقابل.
شهد الشوط الثاني انهيارا كبيرا للتشكيلة الوطنية، التي تلقت هدفين آخرين بطريقة ساذجة للغاية، وبالرغم من أن المدرب عبد الحق بن شيخة أجرى تغييرين في بداية المرحلة الثانية، بإقحام كريم مطمور ورياض بودبوز، مكان حسان يبدة وفؤاد قادير، إلا أن ذلك لم يجد نفعا، وبعد بداية قوية للمغاربة، تمكن يوسف حاجي من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 61، إثر انفلاته من المراقبة، حيث وجد نفسه وحيدا مع الحارس رايس مبولحي، وسدد في الزاوية اليسرى، وسط غياب تام للدفاع، وأخلط هذا الهدف أوراق التشكيلة الوطنية، التي لم تكتف بعد الرد، ولكنها تلقت هدفا رابعا وقاتلا في الدقيقة 68، من طرف أسامة السعيدي، الذي تلاعب بالدفاع والحارس مبولحي، وسجل هدفا من زاوية صعبة للغاية، وأنقذ الحارس مبولحي "الخضر" من هدف خامس، بعد تصديه لانفراد من المهاجم أسامة السعيدي، وواصل لاعبو المنتخب المغربي عزفهم المنفرد، حيث سيطروا بالطول والعرض على مجريات اللعب، وضيع البديل يوسف العربي هدفا محققا في الدقيقة 88، بعد أن أخطأ التسديد، بالرغم من أنه كان في وصعبة جيدة، وأنقذ مبولحي مرماه من هدف محقق في الدقيقة 89، بعد تصديه للكرة القوية التي سددها البديل الآخر لمبارك بوصوفة.
وأضاف الحكم الايفواري 5 دقائق كاملة كوقت بدل ضائع، لكنها لم تأت بجديد، حيث واصل المغاربة سيطرتهم على مجريات اللقاء، مقابل محاولات عقيمة من جانب المنتخب الوطني.