مُذكِّراٌت طِفلَة... وٌ ... تعْلِيقَاتْ الٌزمَانْ..⌠
الـسـلـآآم عـلـيـكـم ورحـمـةة اللهةة وبـركـاتـةة..,
.
.
مذكرات طفلة ::
أقلب لعبتي يمينا ويسارا .. مرة رأسها للأعلى ومرة للأسفل .. مرة تصدم بالأرض بقوة .. ومرة تلامسها بحنان
كم ركضت في تلك الحديقة بين الزهور .. شممت هذه وقطفت تلك لأبي .. وقبلت هذه .. ورأيت فراشة على أخرى .. ابتسمت للروعة .. وتراقصت داخلي أحاسيس الجمال .
تفاجأت ذات زمان أن تلك الحديقة تعرضت لحريق .. قد أحرق كل شيء .. قضى على شجرة كبيرة أحبها .. ترمدت ورداتي التي أحببتها .. وتيتمت زهرتي تلك التي أهديتها لوالدي .. ياله من منظر مؤلم .. بعد الجمال يطغى السواد .
ذات مرة اشترى والدي هدية نجاحي عندما كنت قد أنهيت الصف الأول الأبتدائي .. كانت عبارة عن أدوات طبيبة سعدت بها .. وتظاهرت وكأنني فعلا طبيبة والبسمة لم تفارق محياي .. والأمل يغني بداخلي بأنها ستكون في يوم حقيقة ..
مازلت امتلك تلك الورقة التي اهدتنيها صديقتي .. عبارة عن رسوم لشخصيات كرتونية طالما أحببتها .. كانت ومازالت أجمل ورقة لي .. دائما تطمأن عليها .. وتوصيني أن تبقى ذكرى محفورة على أرض الواقع .. تعاهدنا أن نحتفظ بها وسنكبر ونريها لأجيالنا
.
.
تعليقات الزمان سأسردها دون تنقيط :
كم قلبتي لعبتك .. كم داعبتها .. لكنك لم تشعري يوما انك لعبة مثلها لكن الفرق انك تتحكمين بها وانا اتحكم بك وباقدارك التي قدرها الله عليك .. مرة الفتك يمينا ومرة يسارا .. صُدمتي كثيرا .. أطفئت شمعة الحياة بداخلك .. ثم بضحكتي لك التي دامت ايام قلائل .. عادت الحياة لروحك .. لكن عادت لتعاود تقلبها .. كم تمنيتِ شروق الشمس ورؤيته .. ولبى طلبك لثواني .. لتعود وتغرب من جديد وتتجدد الأمنية ..
جريتي في هذه الحياة .. خالطتي أناساً كثر .. منهم من كانت المودة تربطك بهم .. ومنهم توثقت صداقتك بهم .. وكان قلبك هو من أهديتيه لوالديكِ .. ابتسمتي للحياة الجميلة .. وبضحكة يملؤها النور .. أشعلتي شموع الحب في حياتك .. حب الصداقة الذي ربطك بأخت لم ولن تري لها مثيل .. لكن تلك الشمعة انطفأت .. وساد الظلام .. وكسا السواد كل شيء .. ماتت زهور الحياة حتى الصديقة لم أدعها لك .. عذراً هذا ماكتبه الله لك .. بتي تزورين ذكرياتك لتجدي بعضها وقد كساه السواد .. سواد لم تستطيعي بسببه رؤية من خلفها .. ولايمكن حت أن تتذكري مالذي كان خلفه ..
كم كابرتي علي .. نعم ابتلعتي الهم وقابلته بالصمت الذي عجز الجميع أن يفجره .. كان صمتك قوة عجزتُ عن هزمه .. كان قلمك مصدر بوحك .. صحيح ان عبراتك توقفه كما توقف كلماتك .. لكنه كان يستمد قوة عظيمة منك .. نعم !! قوتك الداخلية أجبرته على البوح .. وهاهي قوته تزيد بسببك حينا بعد حين ..
منذ اثناعشر عاما ظللتك غيمة جميلة .. حملت لك قطرات مطر ترطب جفاف الحياة المعتادة .. اثناعشر سنة وهي تروي حلمك .. وأنتي في صبر على ما أنتي عليه .. روت لك الحلم .. كبر معك .. وأصبح قريبا .. لايبعد سوا خطوات .. مازالت تلك اللعبة تكحل عينيكِ وبصيرتك بمستقبل باهر .. ليأتي اعصار هادم !! .. يمحي وجودها .. يبخر قطراتها .. ويعيد الجفاف من جديد .. ويكسر تلك اللعبة التي تراقص طيفها باحساسك .. نعم كسرها !! .. كسرها وأعماكِ .. أعمى بصيرتك وعيناكِ .. وهدم ذاك المستقبل .. وهاهي خطواتك القليلة تتلاشى .. وهُدم جسرك .!!.
لم اعرف في يوما انك عاهدتي واخلفتي عهدك .. لكنني وبكل أسف هذه المرة أنا الذي أخلفت وعدك .. بقيت تلك الورقة التي اصفرت من مر السنين .. أخرجتها من صندوق ذكرياتك .. لتقطر من عينيك دمعتان .. حفظتي تلك الورقة .. لكنني لم احفظ لك صاحبتها .. أصبحت في قلبك تسكن ومن دنياكِ تغيب ..
أنا هكذا .. أنا الزمان .. لا أعرف للعهود ميثاق .. ربما أضحك قليلا .. لكن لكل شيء نهاية .. ونهاية الضحكة دمعات .. ونهاية الدموع بسمات .. ونهاية القلوب النابضة بالحب ممات في هذا الواقع ..
عذراً طفلتي .. فقد قلبت حياتك رأساً على عقب .. لكن أنا هكذا..
.
منقول للأمانة